يعاني نادي ريال مدريد في الآونة الأخيرة من تراجع كبير على مستوى الأداء والنتائج، وقد تجسّد هذا التراجع في الخسارتين الأخيرتين أمام سيلتا فيغو في الدوري الإسباني، ثم أمام مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا. هذه الهزائم المتتالية دقّت ناقوس الخطر داخل أسوار النادي “الملكي”، وفتحت الباب أمام تساؤلات كثيرة حول وضع الفريق وحقيقة ما يجري في غرفة الملابس.
ورغم محاولات الإدارة تهدئة الوضع، بدأت أخبار الخلافات الداخلية تتسرّب إلى العلن، ما كشف عن حالة تخبّط واضحة يعيشها الفريق. فقد انقسم اللاعبون بين مؤيد للمدرب تشابي ألونسو وبين من يفضّل رحيله في أسرع وقت ممكن، بالتزامن مع تقارير تشير إلى وجود نية لدى الإدارة لإقالته في حال لم تتحسن النتائج. هذا المشهد يزيد من شدّة الضغط على كل مكوّنات الفريق ويؤثر سلبًا على الأجواء العامة داخل النادي.
الحالة التي يعيشها ريال مدريد اليوم لم تكن صدمة كاملة، بل كانت متوقعة جزئياً منذ لحظة تعيين ألونسو خلفًا لإنشيلوتي. فأسلوب تشابي التكتيكي القائم على “الانضباط والتنظيم” لا يتناسب تمامًا مع طبيعة لاعبي الريال الذين اعتادوا على مساحة كبيرة من الحرية داخل الملعب، وعلى اللعب العفوي القائم على المهارات الفردية والارتجال، وهو ما يجعل فرض أسلوب جديد شبه مهمة مستحيلة في بعض الأحيان، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بنجوم كبار يعتبر البعض منهم نفسه فوق سلطة المدرب.
وتشير بعض المصادر إلى وجود لاعبين لا يلتزمون بشكل كامل بتوجيهات المدير الفني أو حتى بمواعيد التدريب، ما ينعكس مباشرة على الانضباط داخل الفريق ويؤدي إلى فوضى تكتيكية واضحة خلال المباريات. ومع غياب الانسجام بين رؤية المدرب وسلوك بعض العناصر داخل غرفة الملابس، يصبح الأداء غير ثابت، وتتراجع النتائج بطريقة واضحة للجميع.
إلى جانب ذلك، يبدو أن إدارة النادي لم تمنح المدرب الوقت الكافي لبناء مشروعه أو تشكيل فريق يتناسب مع فلسفته الخاصة. فالتغييرات الكبيرة في الأسلوب تحتاج شهوراً طويلة من العمل، وربما مواسم، لكن الضغوط الجماهيرية والإعلامية – بالإضافة إلى عقلية “الفوز الآن” الموجودة في ريال مدريد – تجعل هذا الانتظار شبه مستحيل.
في المحصلة، يعيش ريال مدريد مرحلة حساسة تتداخل فيها الأسباب الفنية مع الضغوط النفسية والخلافات الداخلية، ما يجعل المشهد أكثر تعقيدًا. ورغم أن النادي اعتاد تخطي الأزمات عبر تاريخه الطويل، إلا أن الاستمرار بهذا النهج قد يهدد استقراره أكثر. لذلك، يبقى الحل في وضوح الرؤية: إما منح المدرب الوقت والصلاحيات الكاملة لبناء مشروعه، أو اتخاذ قرار سريع يعيد الانسجام إلى غرفة الملابس. فالفريق الذي يريد العودة إلى القمة يحتاج أولاً إلى استعادة هدوئه الداخلي قبل أي شيء آخر.
-الرئيسية- 12/12/2025
تراجع الريال…هل يواجه ألونسو شبح الإقالة؟
2025-12-12 21:18
محمد شعيب
18 مشاهدة
1 دقائق قراءة
صورة رئيسية
لمتابعة المزيد من الأخبار يمكنكم الاشتراك بقناتنا على الواتساب: Whatsapp Channel
يوتيوب: youtube.com/4
تلغرام: Telegram
شارك المقال
رياضة
الرئيسية
أخبار