المسيّرات… أداة تغيير المعادلات

2025-12-13 21:23
كريم عطية
19 مشاهدة
1 دقائق قراءة
المسيّرات… أداة تغيير المعادلات
صورة رئيسية
شهد العالم في الآونة الأخيرة توسّعًا ملحوظًا في استخدام المسيّرات، أو الطائرات من دون طيّار، في مختلف المجالات وعلى مستويات متعددة، في مسعى لتلبية الحاجات الدولية بسرعة وكفاءة عاليتين. وقد تحوّلت هذه التكنولوجيا من أداة مساندة إلى عنصر أساسي قادر على تغيير المعادلات الاقتصادية والأمنية والعسكرية.

*خيار اقتصادي لا مثيل له

تتميّز المسيّرات بانخفاض تكلفتها وسهولة تصنيعها مقارنة بوسائل النقل التقليدية، ما جعلها من أبرز الخيارات لتحقيق المرونة والسرعة في الأداء. فعلى سبيل المثال، باتت شركة أمازون تعتمد الطائرات غير المأهولة من طراز Mk27 في عمليات توصيل الطرود، ولا سيما في كندا، حيث يُعدّ الإسقاط الجوي فوق المنازل أسرع وأكثر فاعلية من التوصيل البري إلى محيط المنازل.

*أداة للأمن والمراقبة

في المجال الأمني، شكّلت دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجًا متقدّمًا في توظيف المسيّرات، إذ لجأت السلطات إلى استخدامها في مهام المراقبة والمسح الجوي الدقيق، وصولًا إلى التدخّل السريع خلال العمليات الأمنية على الأرض، ما وفّر جهوزية عملياتية أعلى. كما دخلت الإمارات موسوعة غينيس للأرقام القياسية بلقب أسرع مسيّرة في العالم، في مؤشر على تطوّر هذا القطاع لديها.

*خيار ساحات المعارك

رغم اعتقاد البعض في بداياتها أنها غير فعّالة عسكريًا، أثبت الطيران المسيّر قدرته على فرض نفسه في ساحات القتال المفتوحة، حتى بات في بعض الحالات بديلًا عن الطيران الحربي التقليدي. وتُعدّ تركيا مثالًا بارزًا في هذا المجال، حيث شكّلت مسيّرات بيرقدار بنسختيها الحالية عنصرًا مؤثرًا في إعادة رسم ميزان القوى، سواء خلال التدخل التركي في سوريا، أو في الجولات العسكرية مع قوات قسد، وكذلك في الساحة الليبية، حيث امتلكت سيادة جوية واضحة.
الولايات المتحدة الأميركية بدورها تعتمد بشكل واسع على الطائرات غير المأهولة، وتملك ترسانة متقدمة من هذا النوع، أبرزها مسيّرة MQ-9 Reaper التي تُعد من الأعلى كلفة، إذ يصل سعرها إلى نحو 30 مليون دولار أميركي. ورغم ذلك، تتمتع بقدرة عالية على تنفيذ ضربات جوية دقيقة، وقد استُخدمت في عمليات اغتيال عدة داخل سوريا استهدفت شخصيات من تنظيم “داعش”.

أما الطائرات الإيرانية من دون طيار، فقد كان لها دور بارز في قلب معادلات الحرب الروسية–الأوكرانية، حيث طوّرت روسيا نسختها الخاصة منها، المعروفة باسم “شاهد موسكو”. وهي المسيّرات نفسها التي سبّبت إرباكًا لمنظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية خلال محاولات اعتراضها. وفي هذا السياق، تُعدّ “تل أبيب” أيضًا من الدول المصنّعة والمصدّرة للمسيّرات، إذ تمتلك طرازات مثل Hermes 900 وHermes 450 المخصّصة للمراقبة وتنفيذ عمليات الاغتيال والإغارة، إضافة إلى طراز سبايكس الانتحاري.

*سلاح ذو حدّين

تُظهر هذه الاستخدامات المتعددة أن الطائرات من دون طيار تمثّل سلاحًا ذا حدّين: فإمّا أن تُستخدم في خدمة الإنسان وتسهيل حياته، أو تتحوّل إلى أداة للقتل وتصفية الخصوم، ما يفتح الباب واسعًا أمام تساؤلات أخلاقية وقانونية حول مستقبل هذا النوع من التكنولوجيا.

-الرئيسية- 13/12/2025

لمتابعة المزيد من الأخبار يمكنكم الاشتراك بقناتنا على الواتساب: Whatsapp Channel

يوتيوب: youtube.com/4

تلغرام: Telegram

شارك المقال

منوعات الرئيسية أخبار

اترك تعليقك

التعليقات

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!